متابعة – عراق 24
رغم التراجع الكبير في هجمات تنظيم “داعش” في العراق، وتباعد الفترات بين هجمة وأخرى، إلا أن ذلك لا يعني عدم تأثيرها في المشهد الأمني والسياسي معاً في البلاد، لا سيما أن هجمات التنظيم لا تخلو بالعادة من إحداث آثار مؤلمة بالنسبة لقوات الأمن والمجتمعات في المدن المستهدفة.
ويرى خبراء وعسكريون أن الحاجة لا تزال مستمرة لتقوية أجهزة الاستخبارات والمعلومات، فضلاً عن عودة عمل المخاتير وتعزيز المصادر الأمنية لتحجيم مخاطر التنظيم. والأسبوع الماضي، نفذ عناصر من “داعش” هجوماً مسلحاً استهدف حاجزاً أمنياً في محافظة كركوك، شمال العاصمة بغداد، قتلوا فيه 4 جنود عراقيين، مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقناصة في مباغتة للجنود.
الحاجة إلى البشمركة
وتسبّب هذا الهجوم بعودة مطالبات الأكراد في إقليم كردستان شمالي البلاد، بانتشار قوات البشمركة في كركوك، في حين أطلقت هيئة “الحشد الشعبي” عمليات عسكرية بحثاً عن عناصر “داعش” في خمسة 5 محاور في سلسلة جبال حمرين في محافظة ديالى المحاذية لكركوك.
في السياق، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية اللواء تحسين الخفاجي، لـ”العربي الجديد”، إن “المخابئ التي يستخدمها “داعش” جميعها تقع ضمن الخطط العسكرية وهي معروفة، حتى أن خرائط تنقّل ما تبقّى من عناصر التنظيم في المدن المحررة وبين المحافظات والمناطق الوعرة على الحدود مع إقليم كردستان، هي الأخرى تحت الرصد العراقي”.
الخفاجي: الأسلحة الخفيفة هي كل ما يمتلكه التنظيم
وأكد الخفاجي أن “القوات العراقية مستمرة بتقدّمها ضد التنظيم، وهناك نتائج كبيرة تحققها لجهة تحييد عناصره بالقصف الجوي والاعتقالات عبر التعاون بين المصادر الأمنية والأهالي والجهود الاستخباراتية، لكن العملية الأخيرة في كركوك واستهداف الجنود في بلدة الدبس جاءت بمباغتة خبيثة، وقد اتخذت القوات الأمنية هناك التدابير الأمنية لمنع تكرار مثل هذه الحالة”.
وعن الإمكانات التي يملكها عناصر “داعش”، بيَّن الخفاجي أن “الأسلحة الخفيفة هي كل ما يمتلكه التنظيم، وهي أسلحة قديمة ومتهالكة ويتم استخدامها منذ سنوات، لذلك فهو لا يستطيع المواجهة بواسطتها، ويعتمد على الكمائن والهجمات المباغتة على بعض البلدات والقرى لتخويف الأهالي وسرقتهم، إضافة إلى الوحدات الأمنية البعيدة”.
واعتبر أن “التنسيق في المناطق الوعرة المحاذية لإقليم كردستان موجود، وهناك علاقة أمنية قوية، ومن خلال التواصل مع السلطات الأمنية في الإقليم تمكّنا خلال الفترات الماضية من اعتقال العشرات من العناصر وتحييد آخرين، إضافة إلى سد الثغرات”.
من جهته، أشار عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي، إلى أن “داعش في انحسار كبير، والجهود متواصلة لمنع عناصره الذين يعانون من غياب التمويل والإصابات والإعاقات، لكن هناك شراسة لدى بعضهم للانتقام”.
ولفت في تصريح لـ”العربي الجديد”، إلى أن “غالبية الهجمات الإرهابية التي وقعت منذ بداية العام، كان هدفها الحصول على التمويل والأموال وسرقة الذهب والهواتف والأسلحة، ما يدل على أن التنظيم ينهار داخلياً ولا يملك غير هذا السبيل للبقاء والثبات أمام التقدّم الأمني الكبير للقوات العراقية، بالتالي فهي مسألة وقت لتطهير المناطق الوعرة التي يسيطر عليها أو محاصرتها بالكامل”.
في المقابل، كان النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، شاخوان عبد الله، قد دعا السبت الماضي، إلى “نشر قوات مشتركة من الجيش والبشمركة في محافظة كركوك، ومراجعة تقييم الإجراءات الأمنية لمنع الخروقات المستمرة فيها”.
عماد علو: حركة التنظيم انتهت عملياً ولم يعد لها أي تأثير
وهو ما اتفق معه عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان، بالقول لـ”العربي الجديد” إن “الحل الأمني الوحيد للقضاء على التنظيم بشكلٍ نهائي أو شبه نهائي، هو إشراك قوات البشمركة الكردية في ملاحقة فلول “داعش”، لأنها تملك خبرة كبيرة في التعامل مع الإرهابيين في المناطق الوعرة”. وأضاف أن “التنظيم يُهدد حدود إقليم كردستان، وهو ما يدفعنا إلى المطالبة بذلك”.
قدرة “داعش”
من جهته، بيَّن الخبير الأمني العراقي المقرب من أجهزة الاستخبارات العراقية فاضل أبو رغيف، أن “التنظيم فَقَد القدرة على الانطلاق بعمليات إرهابية كبرى، مثل التفخيخ والانتحار والقتل الجماعي، لكنه يواصل هجماته بفترات متباعدة للحصول على الدعم من خلال سرقة ممتلكات أو أسلحة الضحايا من جهة، وإثبات وجوده من جهة ثانية”.
ولفت في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن “عناصر التنظيم لم يتمكنوا طيلة الفترة الطويلة الماضية من إنتاج إصدار مرئي واحد عن عملياتهم ونشاطهم، لأنهم بلا عمليات، وفقدوا القدرة حتى على التواصل في ما بينهم، بسبب الطبيعة المعقدة التي يختبئون فيها، وهي المناطق الواقعة ما بين كركوك والسليمانية، مثل وداي زغيتون ووادي الشاي وجبال الشيخ يونس ووادي حوران”.
أما العميد المتقاعد في الجيش العراقي عماد علو، فلفت إلى أن “حركة التنظيم انتهت عملياً ولم يعد لها أي تأثير أو وجود، لكن هذا لا يعني أن خطره كمنظمة إرهابية انتهت، فهو لا يزال يهدد العراقيين، وبعض عناصره تعتمد على المراهقين، وعلى الرغم من ذلك فهو لا يستطيع القيام بغزوة أو السيطرة على الأرض التي يهاجمها”.
وشدد في تصريح لـ”العربي الجديد”، على أن “هناك حاجة لتقوية جهود الاستخبارات العراقية، إضافة إلى وضع مزيد من الأسيجة الأمنية على الحدود البرية بين العراق وسورية، ودعم المصادر وإعادة العمل بالمخاتير وتنظيم الدوريات الأمنية الراجلة”.
وتقوم القوات الأمنية العراقية باستمرار بعمليات تفتيش وبحث عن عناصر “داعش”، وتحديداً في المحافظات المحررة (نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار)، على اعتبار أنها ما زالت تضم بقايا من “داعش”.
المصدر – العربي الجديد
الجنائية المركزية: الحبس الشديد بحق مدان أقدم على تعقيب معاملات بصورة غير قانونية
متابعة – عراق 24 أصدرت المحكمة الجنائية المركزية، اليوم الأحد، حكماً بالحبس الشديد ل…
اللله يستر
ربنا يستر