متابعة – عراق 24

كشفت مصادر عراقية متطابقة في العاصمة بغداد، اليوم الإثنين، عن أبرز الملفات التي سيناقشها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يتجهز على رأس فريق وزاري وأمني وعسكري كبير لزيارة إيران يوم غد الثلاثاء.

وستكون هذه ثالث رحلة خارجية يقوم بها السوداني منذ توليه رئاسة الوزراء بعد الأردن والكويت.

وقال قيادي بارز في تحالف “الإطار التنسيقي”، الذي استطاع أخيرا تشكيل الحكومة بعد أزمة سياسية خانقة امتدت لأكثر من عام، إن مباحثات رئيس الوزراء العراقي مع المسؤولين الإيرانيين ستتركز على الملف الأمني، خصوصاً مع وجود تهديد إيراني بشن عملية عسكرية برية داخل الحدود العراقية لملاحقة الأحزاب الكردية المعارضة لطهران ضمن حدود إقليم كردستان العراق.

وأكد القيادي، طالبا عدم الكشف عن اسمه، خلال حديث مع “العربي الجديد”، وجود تخوّف عراقي من شن عملية عسكرية برية داخل الحدود العراقية من قبل الإيرانيين على غرار العمليات العسكرية في شمالي العراق، وهو ما دفع السوداني إلى تعجيل زيارته لطهران بعد تسلمه دعوة رسمية لزيارتها، كما اتخذت الحكومة إجراءات سريعة منها نشر قوات عسكرية جديدة على الحدود مع إيران كمحاولة لمنع أي عملية عسكرية إيرانية داخل الأراضي العراقية.

وسيبحث السوداني مع المسؤولين الإيرانيين وضع خطط أمنية مشتركة لضبط الحدود المشتركة بين البلدين من جهة إقليم كردستان لمنع استخدام الأراضي العراقية لأي تحرك يهدد الأمن القومي الإيراني، كما سيبحث إمكانية تسليم شخصيات مطلوبة للنظام الإيراني من شخصيات وقيادات الأحزاب الكردية المعارضة داخل الإقليم، لوجود أدلة لدى الجانب الإيراني تثبت تورط هذه الشخصيات بزعزعة الوضع الإيراني الداخلي، بحسب ما قال القيادي.

كما سيبحث السوداني عددا من الملفات الاقتصادية والتجارية وتفعيل اللجنة المشتركة العليا بين البلدين، المكلفة بالكثير من القضايا، إضافة إلى بحث ملف المياه والتأكيد على ضرورة حصول العراق على حصة عادلة من المياه لمواجهة الجفاف، عدا عن مناقشة ملف الوساطة العراقية بين طهران والرياض، حيث سيؤكد السوداني، وفق قول القيادي للمسؤولين الإيرانيين، أنه “سيفعل هذا الملف في الأيام المقبلة خلال زيارته المرتقبة للمملكة العربية السعودية”.

من جهته، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، إن هناك تهديدا إيرانيا حقيقيا بشن عمليات عسكرية برية داخل الحدود العراقية بحجة مطاردة الأحزاب المعارضة للنظام الإيراني.

وبحسب فيصل، فإن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني استعجل في توجهه إلى طهران لتطويق أي تداعيات محتملة على الحدود، قبل انتهاء المهلة الممنوحة للعراق في بداية الشهر المقبل.

وبين فيصل أن السوداني “يعمل بكل الطرق الممكنة على إقناع طهران بعدم الذهاب لأي عملية برية داخل الأراضي العراقية، لما لذلك من تداعيات داخلية وخارجية لهذه العملية في حال نفذت إيران تهديدها”، مشددًا على أن مباحثات السوداني ستتركز على الملف الأمني المشترك والحدود، إضافة لإجراء مباحثات حول الملفات الاقتصادية والتجارية وملف المياه.

وأضاف فيصل أن السوداني يُدرك خطورة تنفيذ أي عملية عسكرية إيرانية داخل الحدود الإيرانية، خصوصاً أن حكومته تواجه اتهامات بأنها مدعومة من قبل طهران، وهذا قد يدفع إلى مواقف دولية خصوصاً من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وهو غير معني بأي تصعيد دولي خطير مع بداية حكومته، الأمر الذي يجبره على تقديم ضمانات إلى طهران بشأن ضبط الحدود وكذلك طرد بعض الشخصيات والقيادات من الأحزاب الكردية المعارضة للنظام الإيراني المقيمة في إقليم كردستان.

وتلقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة طهران، إذا تمت ستكون هي الأولى من نوعها لرئيس الوزراء العراقي للدولة الداعمة لتحالف “الإطار التنسيقي” الذي شكّل الحكومة العراقية الجديدة.

المصدر – العربي الجديد

6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المالكي يبحث مع السفير الإيراني مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية الإقليمية والدولية

متابعة – عراق 24 أكد رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، اليوم السبت، أن العراق …