الجيش الباكستاني يعود إلى دائرة استهداف الانتحاريين
المسلحون يهاجمون رجال الأمن ووكالات الاستخبارات والشرطة
متابعة – عراق 24
عاد أفراد الجيش الباكستاني والمنشآت العسكرية مجدداً إلى دائرة استهداف الانتحاريين في العمليات التي نفذتها «حركة طالبان» الباكستانية مؤخراً في المناطق الحدودية الباكستانية الأفغانية. في هذه الموجة من العمليات الانتحارية، لا يستهدف الإرهابيون في الغالب أهدافاً تقليدية مثل الزعماء السياسيين وشيوخ القبائل وعلماء الدين الطائفيين، بل أفراداً عسكريين.
وقد لقي 9 جنود على الأقل حتفهم عندما فجر انتحاري يركب دراجة نارية نفسه بالقرب من قافلة عسكرية في منطقة «جاني خيل» العامة في منطقة «بانو» بإقليم «خيبر بختونخوا».
ووفقاً لبيان صادر عن إدارة العلاقات العامة بالجيش الباكستاني، يبدو أن تغييراً قد طرأ على استراتيجية الجماعات الإرهابية التي تضاءلت قدراتها أيضاً في السنوات القليلة الماضية جراء العمليات العسكرية المتكررة.
وكان من الواضح في الموجة الماضية من الهجمات الانتحارية أن المسلحين كانوا يستهدفون أهدافاً محددة في هجماتهم الانتحارية، أهمها الجيش ووكالات الاستخبارات، والشرطة، وغيرها من الأجهزة الأمنية. وكثيراً ما كان الزعماء السياسيون والدينيون أهدافاً رئيسية خلال الحملات الانتخابية وغيرها من الأنشطة السياسية المهمة.
ولطالما كان الدبلوماسيون والبعثات الدبلوماسية للدول الغربية أهدافاً مفضلة للهجمات الانتحارية أيضاً. كما جرى استهداف قادة الجماعات المتنافسة وقادة لجنة السلام، كما بات عامة الناس والمجتمع الشيعي ضحايا لوحشية «حركة طالبان».
وفي أحدث موجة من الهجمات الانتحارية، استهدف المتشددون الأفراد العسكريين والمنشآت على وجه التحديد، وبدا أنهم تخلوا عن استهداف أهداف تقليدية أخرى. وخلال الفترة ما بين عامي 2007 – 2014، ولأن الجيش هو المؤسسة التي تقف في طليعة عمليات مكافحة الإرهاب والتشدد في البلاد، فقد بات الجيش هدفاً رئيسياً للإرهابيين خلال هذه الفترة، خاصة أن أفراده يوجدون بصفة يومية في المدن التي تستضيف حاميات كبرى مثل «روالبندي».
وبات هذا الوجود هدفاً للمفجرين الانتحاريين. مؤخراً، استُهدف مدرب «الفيلق الطبي» في مدينة «روالبندي» القريبة لمقر القيادة العامة، وقُتل جنرال في الجيش الباكستاني على طريق «مول رود روالبندي» أثناء تحركه في سيارة نقل العاملين، ما يعني بوضوح أن الإرهابيين أرادوا بث الخوف والرعب في قلوب الضباط الذين يجوبون في إطار حياتهم اليومية شوارع «روالبندي» التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المدن أماناً في البلاد. وليس من المستغرب أن الإرهابيين أرادوا من خلال مهاجمة الأفراد العسكريين استهداف أقوى عناصر هيكل الدولة الباكستانية التي كثفت جهودها بشكل صريح لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب والتشدد في المناطق القبلية ضد المسلحين. لقد كانت الهجمات الانتحارية على نقاط التفتيش الأمنية أمراً يومياً. بعبارة أخرى، كان أولئك الذين يحرسون مراكز التفتيش على يقين تام أنهم قد لا يعودون إلى ثكناتهم في المساء بعد الانتهاء من واجباتهم.
فأي مركبة تقترب أو أي مترجل يدنو من جندي قد يعني أن مهاجماً انتحارياً جديداً يودي بحياته، لكن الجنود استمروا في إدارة نقاط التفتيش بشجاعة في أخطر مناطق البلاد. وكان التأثير الحقيقي للتفجيرات الانتحارية محسوساً عندما فشلت أجهزة الدولة الباكستانية في التعامل بفاعلية مع هذا التهديد.
صحيح أن الشرطة كانت أول من تعامل مع حوادث التفجيرات الانتحارية، لكنها لم تكن مدربة نهائياً ولم تكن مستعدة للتعامل مع هذا التهديد. ولذلك عملت المستشفيات الحكومية والعاملون بها تدريجياً على تطوير قدراتهم في التعامل مع حالات الطوارئ عقب الهجمات الانتحارية، حيث لم تكن هناك سيارات إسعاف ولا طواقم مدربة على نقل مصابي التفجيرات، الذين كان غالبيتهم من ضحايا الحروق، إلى المستشفيات.
المصدر : الشرق الاوسط
انتخابات محلية في تركيا.. وعين أردوغان على إسطنبول
متابعة – عراق 24 في حين أن الجائزة الكبرى لأردوغان هي إسطنبول، فإنه يسعى أيضا إلى اس…