مع سخونة أحداث غزة… «الأستاذ» أول فيلم فلسطيني في السينما السعودية
متابعة – عراق 24
المخرجة: أشعر بالامتنان لمشاركته مع الجمهور… وهو مستوحى من الحقيقة
بالتزامن مع تطوُّر الأحداث في غزة، يأتي الفيلم الفلسطيني «الأستاذ» ليسلِّط الضوء على الجانب الإنساني لما يحدث على أرض الصراع، وهو فيلم من كتابة وإخراج فرح النابلسي، وبإنتاج بريطاني فلسطيني قطري، ويُعدّ أول فيلم فلسطيني يُعرض في صالات السينما السعودية، وتم إطلاقه قبل أسبوع، ولا يزال يُعرَض في 3 دول خليجية، هي السعودية والكويت والإمارات.
الفيلم حاز جائزتين في الدورة الأخيرة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة 2023، هما «جائزة أفضل ممثل»، وكانت من نصيب الممثل صالح بكري، والثانية «جائزة لجنة التحكيم الخاصة»، وذهبت إلى مخرجة الفيلم فرح النابلسي. مع الأخذ بعين الاعتبار أن العرض الأول للفيلم كان في «مهرجان تورونتو السينمائي الدولي»، في سبتمبر (أيلول) الماضي، كما تم إدراجه في القائمة الطويلة لجوائز الأفلام البريطانية المستقلة لعام 2023 في 3 فئات: «أفضل مخرج لأول مرة»، و«أفضل كاتب سيناريو لأول مرة»، و«منتج مبتكر».
قصة الفيلم
تتناول أحداث فيلم «الأستاذ» قصة المعلم باسم الصالح (الممثل صالح بكري)، وهو أستاذ فلسطيني يكافح للتعامل مع تجربة شخصية مؤلمة عانى منها بعد حادث مأساوي يتعلّق بابنه، غير أن حياته تأخذ منعطفاً غير متوقَّع بعد تكوينه صداقة قوية مع آدم، أحد طلّابه، وفي الوقت ذاته تتشكل علاقته مع المتطوعة البريطانية «ليزا» (إيموجين بوتس). ومع تسلسل الأحداث تظهر قصة موازية تدور حول محامٍ أميركي رفيع المستوى يسعى هو وزوجته إلى إعادة ابنهما، وهو جندي إسرائيلي محتجَز لدى مجموعة مقاومة فلسطينيّة.
ومن هنا، يُثير مطلب المجموعة لتبادل الأسرى توترات مع السلطات الحاكمة، التي تكثف عملية البحث عن الجندي المفقود في عدد من مناطق الصراع المضطربة، وخلال هذا العمليات المشوقة تنسج المخرجة، التي سبق أن رُشحت لجائزة «أوسكار» مجموعة من القصص الدرامية المتباينة والمترابطة في آنٍ معاً، من خلال دراما ممتلئة بالتّعاطف والأحداث غير المتوقعة والاستفزازات المتواصلة التي ترتكز على أداء صالح بكري، بوصفه بطل العمل.
النابلسي: مستوحى من الحقيقة
تقول المخرجة فرح النابلسي إن الأحداث الجارية جعلتها تحمل بداخلها مزيجاً من الفخر والألم، مرجعةً السبب في ذلك إلى سخونة الأحداث المستمرة منذ أشهر في موطنها الأم، مؤكدةً أنها كانت منغمسة في الحزن لما تراه من خسارة ومعاناة تجاه ما يحدث، بحسب وصفها، وتردف أن «فيلم (الأستاذ) مستوحى من أحداث حقيقية ومتأصل إلى حد كبير في الواقع، إلا أنه ليس فيلماً وثائقياً، بل هو فيلم خيالي».
وتؤكد النابلسي خلال مقطع فيديو صوَّرته ونشرته عبر حسابها على منصة «إنستغرام»، تزامناً مع بداية عرض فيلمها في 3 دول خليجية، أن الفيلم قصة إنسانية بالدرجة الأولى، تحاول من خلاله صدَّ ما تصفه بالعنف الوحشي، ليس فقط في الأشهر الماضية، ولكن منذ عقود طويلة. وتردف: «أشعر بالامتنان لكوننا نستطيع مشاركة هذا الفيلم مع الجمهور».
ورطات متتالية
الفيلم الذي يحكي قصة فلسطينية بطابع ريفي، يتطرق إلى تعايش الفلسطينيين مع المصاعب التي يواجهونها منذ سنوات، ويصور جانباً من الحياة في الضفة الغربية والداخل المحتل، بمشاعر مختلطة بين الألم تارة والكفاح تارة أخرى، وبعض المشاعر الدافئة في قصة حب عابرة داخل الفيلم، والبحث في أبعاد الفقد ومشاعر اليأس. ويكمن جوهر الصراع لدى المعلِّم الذي يكافح في تدريس مادة اللغة الإنجليزية لطلابه، ويحاول التوفيق بين التزامه المحفوف بالمخاطر للمقاومة السياسية، ودعمه العاطفي لأحد الطلاب، وفرصه للعثور على الحب المفقود، ومن هنا يعقد صداقة مع التوتر والتوجّس تجاه كل شيء، ويحاول إخفاء أبسط الأشياء في أماكن مختلفة في بيته، لأنه لا يضمن أن يمر يومه اعتيادياً دون تفتيش مفاجئ.
بين «الأستاذ» و«الهدية»
تجدر الإشارة إلى أن فيلم «الأستاذ» يعيد الذاكرة إلى فيلم «الهدية»، وهو فيلم دراما فلسطيني قصير من إنتاج عام 2020، وهو أيضاً للمخرجة الفلسطينية البريطانية فرح النابلسي، وبطولة صالح بكري، ويظهر الفيلم أيضاً الوجه البشع لما يحدث على أرض الصراع، بصبغة إنسانية بحتة تعتمدها النابلسي في أفلامها. وتدور أحداثه حول أب وابنته من الضفة الغربية يحاولان شراء هدية لمناسبة مهمة للأسرة، ويواجهان خلال ذلك مصاعب عدة، وهو ما تظهره النابلسي بشكل يدفع الجمهور للتعاطف مع الأب ووضعه الذي لا يُحسد عليه.
المصدر : الشرق الاوسط
أحلام البنات 2 يحقق أرقاما قياسية في المغرب
متابعة – عراق 24 حقق مسلسل أحلام البنات نتائج متقدمة مع بدء الأيام الأولى من شهر رمض…