متابعة – عراق 24
تشير الأبحاث الاجتماعية إلى أن “الطفل الأوسط” غالبا ما يكون أقل قرباً من الوالدين، إذ يحظى باهتمام أقل من ذاك الذي يحوزه شقيقه الأكبر “البكر” ولا يلبث أن يخلو له الجو حتى تتحوّل أنظار الوالدين إلى قادم جديد بمجرد ولادة الطفل الأصغر.
ويطلق علماء الاجتماع على تلك الحالة مصطلح “متلازمة الطفل الأوسط” مشيرين إلى أن ضحاياها يعانون من “أزمة هوية” بسبب عدم وجود دور محدد لهم في الأسرة.
وغالبا ما يرون أن الأخ الأكبر سنا يحصل على الكثير من الامتيازات والمزيد من الاحتفاء بإنجازاته، بينما يحظى الأصغر بقدرٍ كبيرٍ من الاهتمام مقابل واجبات أقل، الأمر الذي يدفع الأوسط للتساؤل: ماذا أفعل لأكون مميزاً؟
الوقاية من متلازمة الطفل الأوسط
يقول المستشار التربوي الدكتور عايش النوايسة “لا شك أن متلازمة الطفل الأوسط تعبر عن خلل أو اضطراب يتعرض له الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، وتكون آثاره كبيرة من الجانب النفسي والعاطفي والاجتماعي، بل يمكن أن تكون هناك انعكاسات على السلامة والصحة الجسدية”.
“ولعل البحث في الأسباب يعود مباشرة إلى الأهل من حيث إهمال الطفل الأوسط، وإعطاء الاهتمام للأكبر عمرا منه في جوانب المسؤولية، أو الأصغر منه حديث الولادة” وفق النوايسة.
ويضيف “لا شك أن هذا يولد ردة فعل سلبية على الطفل الأوسط، منها ضعف ثقته بنفسه وشعوره بالعزلة، وينعكس سلباً على نظرته وعلاقته مع إخوته فتكون الأقرب إلى البغض والحسد”.
أعراض نفسية واجتماعية
بحسب المستشار التربوي، فإن الطفل الأوسط عادة ما يعاني من أعراض نفسية واجتماعية تظهر على شخصيته حال افتقاده للاهتمام، ومنها فقدان الثقة في النفس وميله إلى أن يصبح منطويا على نفسه ومنعزلا عن أسرته.
كما يتصف الطفل الذي يعاني من ذلك بالعناد مع الأهل والإخوة، وقد يبدر منه رغبة في إيذاء الآخرين، ويعبر عنه عادة بالفرح لأي حدث سلبي تتعرض له الأسرة ولا يمس كيانه.
“وفي حال استمر هذا الشعور لدى الطفل الأوسط، فمن المحتمل أن يؤثر على شخصيته حتى عندما يكبر، فيمارس سلوكيات ترتبط بإصراره على التعبير عن ذاته ولو بالقوة، ويصبح أكثر تمسكاً برأيه، وأكثر تصلباً في تقبل الرأي الآخر” وفق النوايسة.
وقد يلجأ إلى العنف في التعبير عن نفسه، وعادة ما يعاني في حياته من مشكلات اجتماعية قد تنعكس على حياته الأسرية بشكل كبير كأن يفشل في بناء وتشكيل أسرة.
“ولا شك أن قلة خبرة الأسرة (الأم والأب) في تربية الأبناء هي المسؤولة عما يعانيه الطفل الأوسط” وفق النوايسة “فعلى الأسرة -في الأصل- أن تعتمد نهج تربوي يراعي جميع الأبناء، بغض النظر عن العمر، أو أي ظروف أخرى، حتى لو كان يعاني من عارض صحي معين”.
وينصح أولياءَ الأمور بمنح “الطفل الأوسط” ذات الاهتمام الذي يمنح للأكبر أو الأصغر، وعدم إجراء مقارنات تفضيلية بين الأبناء، وإعطاء الاهتمام للأوسط، واستشارة طبيب نفسي أن تطلب الأمر ذلك للتعامل مع الأبناء بصورة مثلى.
تقليل احتمالية حدوث المتلازمة
وبدورها تؤكد المتخصصة النفسية للأطفال الدكتورة أسماء طوقان أهمية اتباع الأساليب التي يمكن أن تساعد في تقليل احتمالية حدوث متلازمة الطفل الأوسط، وتعزيز تطوره الصحيح والإيجابي داخل الأسرة، ومن أبرزها:
- تعزيز الثقة بالنفس من خلال تشجيع الطفل الأوسط على تطوير مهاراته واكتشاف مواهبه واهتماماته وتحفيزه عندما يحقق إنجازاته.
- زيادة الروابط الأخوية وتقويتها من خلال بناء علاقات إيجابية بينهم والتعاون فيما بينهم ودعمهم وتفهمهم لبعضهم.
- العدل والتوازن في المعاملة، من خلال مراعاة توزيع الاهتمام والرعاية بينهم دون تفضيل أحدهم على الآخر.
- توفير الفرص للطفل الأوسط للمشاركة في الأنشطة التي تناسب مهاراته وقدراته.
- التواصل الدائم مع جميع أفراد الأسرة لضمان شعور كل طفل بالاهتمام والدعم.
وتختم طوقان “إذا لم يحظ الطفل الأوسط بما يشعر بأنه كافٍ من الاهتمام من والديه، فقد يشعر بالإهمال، والغضب، والحزن أو الإحباط. وقد يظهر هذا الشعور في سلوكيات مثل التمرد، والبحث عن الانتباه بطرق سلبية، أو حتى التقليل من قيمة ذاته، والقلق واضطرابات الشخصية كالشخصية المضادة للمجتمع أو الشخصية الحدية”.
ويمكن أن يؤثر هذا الشعور على تطور شخصيته وعلاقاته الاجتماعية، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر داخل الأسرة.
نصائح مهمة
أخيراً، يقدم موقع “آها بيرنتينغ” عدة نصائح يمكن للأهل اتباعها للوقاية من متلازمة الطفل الأوسط، أبرزها:
- ابذل المزيد من الجهد في علاقتك مع طفلك الأوسط، فربما تكون هذه العلاقة قريبة جدا بالفعل، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، أو إذا رأيت طفلك الأوسط يعاني، ففكر في أنه قد يكون بحاجة إلى المزيد.
- تأكد من شعوره بأنه جزء مهم من العائلة، فجميع الأطفال يشتركون في حاجة أساسية للشعور بأهميتهم في أسرهم، لكن وضعية الطفل الأوسط تقلل من احتمالية تلبية هذه الحاجة.
- شجع طفلك الأوسط، فهو يحتاج إلى الشعور بأنه قادر على التألق والمنافسة.
- تأكد من أن لديه حياة اجتماعية، إذ يحتاج إلى التواصل مع أشخاص خارج العائلة حتى تزيد ثقته بنفسه.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية
لماذا عليك التوقف عن استخدام كريم وغسول الأطفال؟
متابعة – عراق 24 أطلقت إحدى العلامات التجارية الشهيرة نهاية العام الماضي خط إنتاج لل…