متابعة – عراق 24

يشعر الأطفال عادة بأنهم “ضحايا عالمٍ قاسٍ”، مرة واحدة على الأقل، لكن ثمة أطفالا يحلو لهم لعب دور المظلوم، أو اتباع “عقلية الضحية”، في غالب الأحيان.

وهذه عادةٌ يكتسبها طفلك من محيطه، فيرفض التكيّف وحل المشكلات، ويلجأ إلى كسب التعاطف والشفقة، وربما يدمر أي شيء جيد في حياته، كما يعصي أولي الأمر، لأنه أدرك فاعلية تلك الطرق في تلبية حاجته.

بحسب موقع “فيري ويل فاميلي” (Very Well Family)، فإن خبراء التربية يحذرون من علامات ربما تشير إلى أن طفلك يلعب دور الضحية، مثل:

  1.  يعبر عن شعوره بالعجز، ويفترض أنه لا وجود لما يمكن فعله، لحل المشكلة التي يواجهها.
  2. لا يتحمّل مسؤولية أفعاله، ويلقي اللوم دوما على الآخرين.
  3. إذا قدم اعتذارا، فسيردّده من دون شعور حقيقي بالندم، مثل: “أنا آسف لأنني لم أنفذ طلباتك التي لا تنتهي، كأنكِ تعاقبينني على طاعتي لكِ”.
  4. يرى توجيهاتك العادية على أنها طلبات غير عادلة.
  5. يعتمد على نبرة غاضبة للسيطرة على أفراد الأسرة، وإخافتكِ من توجيه أمر له، أو طلب اعتذار منه.
  6. يدعي أنه مختلف، وبالتالي يحتاج إلى معاملة وقواعد مختلفة عن أخيه، وربما يبدأ في تدريب أفراد الأسرة على تجنّب طلب مساعدته.
  7. يكرر عبارات، مثل: “لماذا أحاول؟”، و”لن أنجح في أي شيء”، و”لا أحد يحبني”، و”ليس لدي أصدقاء”، و”ليس هناك فائدة”، و”دائما ما تتعقد الأمور معي”.

كيف تغيرين عقلية طفلك؟

تسمع الأمهات عبارات مظلومية أطفالهن، وربما يعتقدن أنها صحيحة، ثم يستجبن لهذا السلوك بطرق غير سليمة، مثل الاستسلام أو التعنيف، ما يعمّق المشكلة أكثر فأكثر. ولا بد من التأكد، هنا، من ألا يكون الطفل وقع فعلاً ضحية أذى، أو أنه يعاني من صدمة قاسية.

أما إذا اختار طفلك البكاء على اللبن المسكوب، بدلاً من تنظيف الأرض وملء كوب جديد، فينبغي عليكِ اتباع خطوات معينة بهدف التغيير وتنشئته بطريقة سليمة ليصير شابا مسؤولا، قادرا على العمل والارتباط وحل المشكلات التي تواجهه، وذلك باتباع النصائح التالية:

  • ربما تشعرين أنه من البديهي ألا تظهري تعاطفا نحو طفلك إذا كنتِ تقاومين شعوره بالمظلومية، لكن التعاطف أحد أهم أدواتك، لاستيعاب مشاعر طفلك الغاضبة، والتعرف على مصدر ألمه قبل البحث عن حل.
  • نردد أحيانا عبارات مثل “الحياة حظوظ” أو “الحياة ليست عادلة”، للرد على استفسارات أطفالنا. على الرغم من أن تلك العبارات قد تكون صحيحة، فإنها لا تساعد الأطفال، إذ من الأفضل قول: “ارسم دائرة حولك، وأصلِح كل شيء داخل تلك الدائرة”.
  • استهدفي تعديل سلوك واحد في كل مرة، وابدئي بسلوك يحوّل يومك إلى جحيم، أو آخر سهل التغيير؛ على سبيل المثال، يمكنك الاستعداد مسبقا لفقرة الصراخ على مائدة الغداء، عن طريق مناقشة أسباب سوء مزاجه في منتصف النهار، وختام النقاش بالقول “أتوقع أن ننعم بوجبة غداء هادئة اليوم، وأن نؤجل حل المشكلات الطارئة لما بعد ذلك”.
  • ناقشي مع طفلك سبل تغيير السلوك الذي تركزين عليه في كل مرة، مثلاً إذا كنتِ ترغبين في تهدئة انفعاله كلما طلبتِ منه تنظيف غرفته، فقولي له: “أود أن تقوم بدورك في المنزل، مثل بقية أفراد الأسرة، لكن تنظيف غرفتك يزيد أعبائي، لذلك، ينبغي عليك تنظيفها كل صباح إذا كنت ترغب في ركوب السيارة. أما إذا فاق ذلك قدراتك، أو لا ترغب فيه، فينبغي عليك ركوب الحافلة”.
  • كوني واقعية وعقلانية وهادئة عند فرض حدود التعامل والسلوك، وتذكري أن طفلك اعتاد المبالغة في رد فعله عموما، لذلك توقعي أن يقاومك، ويسيء القول والتصرف، ويضغط على نقاط ضعفك، على أمل التراجع أو نسيان هدفك.
  • راقبي نفسكِ، لأنك ربما طورتِ استجابة تلقائية لتصرّفات طفلك السيئة، مثل: تنهيدة، أو تجهّم، أو رفع الرضيع عن الأرض، أو صراخ، أو إلغاء موعد، وجميعها يشير إلى سهولة دفعك نحو الاستسلام.
  • شجعي طفلك واثني على جهده إذا تحمل مسؤولية، أو اتخذ خيارات جيدة، أو توقف عن سلوك سيئ معتاد، إذ إن تلك التغيّرات الطفيفة تُنْبِئ بنهاية الأزمة.
  • دعي طفلك يجرب ويفشل، ولا تسبقيه لحل مشكلاته، لكن كوني حاضرة لتهدئته، وعلّميه الربط بين السبب والنتيجة، فإذا رفض تناول الطعام سيجوع، وإذا اجتهد في دروسه سينجح، وإذا صرخ في وجه أصدقائه سيهجرونه.
  • إذا اتبع طفلك “عقلية الضحية” استسلاما لسوء سلوك الآخرين، فذكّريه بأننا نملك القدرة على تغيير أنفسنا، ولا يمكننا تغيير الطريقة التي يتصرف بها الآخرون، وأنه يمكننا التأثير عليهم من خلال اتباع السلوك الذي نتمنى لو اتبعوه.

المصدر : الجزيرة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لماذا عليك التوقف عن استخدام كريم وغسول الأطفال؟

متابعة – عراق 24 أطلقت إحدى العلامات التجارية الشهيرة نهاية العام الماضي خط إنتاج لل…