متابعة – عراق 24
جميعنا نشعر بالغضب بين الفينة والأخرى، فهو شعور طبيعي وصحي طالما يتم التعبير عنه بشكل مناسب. لكن عندما يعاني الطفل في سنواته المبكرة من الانفعال والعصبية الشديدة، يكون الأمر مختلفاً تماماً ويستدعي التدخل لمعرفة أسباب المشكلة.
أعراض العصبية الزائدة
عندما ينفعل الطفل ويغضب بسرعة، فقد يتشاجر كلما لعب مع أقرانه، ويتجادل مع والديه وإخوته. ولاحقاً، ستؤثر العصبية وسرعة الانفعال على قدرة الطفل على التعامل مع عواطفه خلال مراحل عمره، الأمر الذي سيهدد جودة مستقبله وفرصه في الحياة.
ويمكن أن يتجسد السلوك العصبي عند الأطفال المصابين بسرعة الانفعال والغضب في عدة أشكال، وضحها موقع “بارنتغ ساينس” (Parenting Science) للتربية، وهي نوبات الغضب والضرب والصراخ، والانفجارات العصبية الحادة وتحطيم الأشياء، والانفعال في الحديث ومحاولات السيطرة ورفض الأوامر، وممارسة التهديد أو العنف.
أسباب العصبية المفرطة
هناك العديد من العوامل التي تساهم في شعور الطفل بالغضب أو التعبير عن الغضب بطرق مزعجة وحادة. إذ يمكن أن تكون المشاعر التي لم تحل، مثل الحزن المرتبط بطلاق والديه أو فقدان أحد الأحباء، أصل المشكلة.
ومع ذلك، قد يؤدي وجود تاريخ من الصدمة أو التعرض للتنمر إلى الغضب والعصبية المفرطة.
لكن عندما يستمر الأطفال في المعاناة من نوبات انفعالية منتظمة، فعادة ما يكون ذلك من أعراض الضيق النفسي عند الطفل.
وتتمثل الخطوة الأولى في فهم ما يحفز سلوك طفلك في معرفة الأسباب الكامنة الأصلية للحالة، بما في ذلك الاضطرابات التالية:
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، من صعوبة التحكم في سلوكهم ومشاعرهم. إذ قد يجدون صعوبة بالغة في الامتثال للتعليمات مما يجعلهم يبدون متحدين وغاضبين معظم الوقت.
وبحسب فاسكو لوبيز، أخصائي علم النفس، يعاني أكثر من 50% من الأطفال المصابين باضطراب (ADHD) أيضاً من انفجارات عاطفية.
- اضطرابات القلق
الطفل الذي يبدو غاضبا غالباً ما يعاني حالة من القلق الشديد، خاصة إذا كان يواجه صعوبة في التأقلم مع المواقف الضاغطة بالنسبة له.
وفي المواقف المسببة للقلق له، يبدأ بتفعيل غريزة “القتال أو الهروب”، فيعاني من نوبة من الغضب والعصبية أو يرفض فعل شيء ما لتجنب مصدر خوفه الحاد.
- الصدمات أو الإهمال
الكثير من حالات العصبية التي تظهر على الطفل وسط أقرانه يكون مصدرها المعاناة من الصدمة أو الإهمال والاضطرابات في المنزل.
وتقول نانسي رابابورت، أستاذة الطب بجامعة هارفارد ومتخصصة الصحة العقلية في المدارس “يمكن للأطفال الذين لا يشعرون بالأمان في المنزل أن يتصرفوا مثل الإرهابيين في المدرسة وبين أصدقائهم”.
ومن بين هؤلاء، يكون الأكثر عرضة للخطر هم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والذين عانوا أيضاً من الصدمة والاضطرابات المنزلية.
- صعوبة التعلم
عندما يتصرف طفلك بعصبية وانفعال بشكل متكرر في المدرسة أو أثناء وقت الواجب المنزلي بشكل خاص، فمن المحتمل أنه يعاني من اضطراب تعليمي غير مشخص.
- اضطرابات الحواس أو التوحد
يواجه بعض الأطفال صعوبة في معالجة المعلومات الحسية التي يتلقونها من العالم من حولهم. إذا كان طفلك شديد الحساسية أو غير حساس للمحفزات، فإن أشياء مثل الملابس “الخشنة” والضوء أو الضوضاء يمكن ألا تجعله يشعر بالراحة، أو تجعله قلقا أو مشتتا أو عصبيا وسريع الغضب.
كذلك غالبًا ما يكون الأطفال المصابون بالتوحد عرضة للانهيارات العاطفية الدراماتيكية. فإذا كان طفلك يعاني من اضطراب طيفي، فقد يميل إلى أن يكون غاضباً، ويحتاج إلى روتين ثابت ليشعر بالأمان، وأي تغيير غير متوقع يمكن أن يسبب له الانهيار.
طرق التعامل المُثلى مع الطفل العصبي
الخطوة الأولى: تحديد المحفزات
تتمثل الخطوة الأولى لإدارة عصبية الطفل بحسب موقع ڤري ويل مايند (Very Well Mind) للصحة النفسية، في فهم المثيرات التي تثير النوبات.
لذلك مثلاً، إذا كان الخروج للمدرسة يمثل مشكلة مزمنة، فقد تشمل الحلول تحضير الملابس من الليلة السابقة، والاستيقاظ مبكراً بوقت زائد. إذ يستجيب بعض الأطفال لتقسيم المهام وتعليقها على الحائط كإنجازات يتم مكافئة الطفل عند إنهاء كل منها.
الخطوة الثانية: الأبوة والأمومة الصحيحة
إذا كان سلوك الطفل خارج نطاق السيطرة أو يسبب مشاكل كبيرة، فمن الجيد تجربة نظام من العلاج التفاعلي بين الوالدين والطفل. ويتم كالآتي:
لا تستسلم: قاوم رغبة إنهاء نوبة غضب وعصبية طفلك ولا تعطه ما يريد عندما ينفجر، لأن الاستسلام له سيعلمه أن نوباته تحقق مرادها.
حافظ على هدوئك: يحقق الآباء نتائج أفضل وأكثر اتساقًا عندما يكونون متحكمين في مشاعرهم. بينما تميل الاستجابات القاسية أو الغاضبة إلى تصعيد عدوانية الطفل، سواء كانت لفظية أو جسدية. لذا من خلال التزامك بالهدوء، فأنت تقوم أيضاً بتعليم طفلك نوع السلوك الذي تريد أن يقوم به.
تجاهل السلوك السلبي: لأن الانتباه وتوبيخ الطفل للتوقف يمكن أن يعزز أفعاله. بدلاً من ذلك، امدح السلوكيات التي تريد تشجيعها.
استخدم عواقب ملائمة: يحتاج طفلك لمعرفة عواقب السلوك السلبي، مثل الحرمان من لعبة معينة، وكذلك المكافأة على السلوك الإيجابي، مثل قضاء ساعة بلعب الفيديو. وعليك أن تبين له أنك تتبع هذه العواقب كل مرة.
ومع ذلك، إذا باءت الخطوات السابقة بالفشل ولم تحقق النتائج المرجوة، فقد يكون من المفيد استشارة أخصائي سلوكيات الأطفال والصحة النفسية، لتحديد الخطة المثلى من أجل علاج المشكلة.
المصدر : مواقع إلكترونية
لماذا عليك التوقف عن استخدام كريم وغسول الأطفال؟
متابعة – عراق 24 أطلقت إحدى العلامات التجارية الشهيرة نهاية العام الماضي خط إنتاج لل…