متابعة – عراق 24

“أرجوكِ أمي، أرجوك، أرجوك”! تسمعين هذه الكلمات المتكررة من طفلك عند رغبته في الحصول على شيء ما، وبعد الموافقة عليه يبدأ طلبا جديدا، وتستمر المحاولات التي لا تنقطع، ورغم محاولاتك للتحلي بالصبر والالتزام بالهدوء في تربية أبنائك، فإن الإلحاح الشديد والمستمر قد يجعلك تودين الصراخ بأعلى صوت.

لن تؤدي الاستجابة لطلبات طفلك إلى إيقافه عن الإلحاح، بل ستعزز سلوكه السلبي ويصبح أكثر إصرارا في كل مرة وأكثر إلحاحا للحصول على ما يريد، لأنه تعلّم أن هذه الطريقة فعالة وتمكنه من الحصول على رغباته.

إصرار طبيعي أم اضطراب نفسي؟

وقبل معرفة كيفية تغيير سلوك الطفل، يجب أولا فهم الأسباب وراء هذا السلوك؛ فغالبا يلح الأطفال للحصول على ما يريدون، لكنهم أيضا قد يستخدمون ذلك لأسباب أخرى، منها رغبتهم في جذب انتباه الوالدين، وقضاء بعض الوقت معهما، أو إذا شعروا بأنهم غير مسموعين ومضطرون لاستخدام الإلحاح حتى يستجيب لهم الكبار.

وأوضح الخبير في التقييم والعلاج النفسي للأطفال والمراهقين عبد الرحيم الريفي للجزيرة نت أن “هناك مستويين من الإلحاح: الأول هو الإلحاح العادي على الأمور الحياتية للحصول على رغباته، والثاني هو جزء من بعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الوسواس القهري، واضطراب طيف التوحد، واضطراب التحدي المعارض، ويجب في هذه الحالة اللجوء إلى مختصين لمعالجة هذه القضايا”.

كيف تعدلين سلوك طفلك؟

أوضح الريفي أن هناك جزأين يتعلقان بتدخل الآباء لتعديل سلوك الأطفال الملحّين، وقال “الجزء الأول هو مهارات الآباء والأمهات في إدارة الذات والعلاقات وتنظيم المشاعر، والتعامل مع مشقات الحياة، وهذه المهارات تعزز طرق التواصل داخل البيت وتمنع الصراعات”.

والجزء الثاني هو “طرق التدخل عندما يكون لدى الطفل سلوك مستمر من الإلحاح، ويحتاج الآباء إلى تعلم كيفية تعديل سلوك الطفل لتقويمه”.

وهذه بعض الطرق لمساعدتك على تقويم سلوك طفلك:

كيف تتعاملين مع طفلك الملحاح
يبحث الطفل عن أي طريقة للتأثير عليك ويؤكد له فقدان هدوئك أن لديه القدرة على إزعاجك (شترستوك)

لا تستجيبي

أوضح الريفي 3 خطوات أولية للتعامل عندما يبدأ طفلك الإلحاح، وقال “أولا يجب على الوالدين تعلم كيفية التصديق على مشاعر الطفل واحترامها، ثانيا عدم الاستجابة للطلبات التي لم يتم الاتفاق عليها، وثالثا الحرص على عدم انتقاد الطفل، ولكن يمكن تذكيره بالأشياء الإيجابية التي قام بها خلال اليوم، والثناء عليه”.

وأكد أن “أي استجابة إيجابية لإلحاح الطفل تعزز سلوكه، ويعتاد على أن استخدام البكاء الشديد أو تشبثه بوالديه أو تهديدهم بفعل أشياء خاطئة تمثل طريقته للحصول على رغباته، فيكرر هذا ويزيده”.

وشدد على أهمية وضع قواعد محددة، مثل مصروف محدد، ووقت محدد للنوم، والإصرار على هذه القواعد بشكل لطيف، وإذا استجاب الأب أو الأم لإصرار الطفل لتجاوز هذه القواعد، يُعد هذا تعزيزا لعناده.

حافظي على هدوئك

يبحث الطفل عن أي طريقة للتأثير عليكِ، ويؤكد له فقدان هدوئك أن لديه القدرة على إزعاجك، ويتمسك أكثر بسلوكه، وقد يدفعك الانفعال إما إلى الموافقة على ما يريد لإسكاته، أو قول شيء تندمين عليه في لحظات الغضب.

لذلك حاولي بقدر الإمكان الانفصال عن طفلك عندما يبدأ الإلحاح غير المتوقف، وخذي أنفاسا عميقة للحفاظ على هدوئك، وتذكري أن استسلامك سيؤدي إلى المزيد من الإلحاح.

استخدمي الحب والحزم معا

وإذا لم يستجب الطفل لرفض طلباته، وتسبب ذلك في نوبة غضب، ينصح الريفي بالانتباه في هذه الأوقات إلى مشاعر الطفل مع عدم الموافقة على السلوك.

وقال “المشاعر شيء أصيل في الإنسان ويجب قبولها بغض النظر عن الدافع وراء الشعور، حتى لو كان الشيء تافها، ويساعد التصديق على حل الصراعات وتهدئة الغضب، ثم يتم التعامل سلوكيا مع الغضب”.

وأوضح أن “التصديق لا يعني الموافقة على سلوك الطفل، ولكنه إقرار بشعوره بالغضب، مع الامتناع عن السلوك بلطف شديد، والتمسك بجناحي التربية، وهما الحب والحزم؛ الحب يظهر في إقرار المشاعر وتفهمها بقول “أنا متفهم شعورك، ولكن هناك قواعد يجب احترامها وعدم تجاوزها”، والحزم في عدم الاستجابة لطلبه”.

التحذير من العواقب

إذا تفاقم سلوك الطفل وتجاوز الحد الذي يمكن تجاهله، كصراخ بصوت عال في مكان عام أو بدء إلقاء الأشياء على الأرض، قومي بتحذيره من عاقبة تصرفه، بقول “إذا لم تتوقف عن الإلحاح والبكاء سنعود إلى البيت ولن تذهب للعب”.

واحرصي على اختيار تحذير يمكنك حقا استخدامه، وكوني على استعداد لتنفيذه إذ لم يتوقف طفلك عن سلوكه.

فرقي بين الاحتياجات والرغبات

التفرقة بين الاحتياجات والرغبات تساعد طفلك على فهم إلحاحه، ومعرفة أن الاحتياجات مثل الطعام أشياء لا يمكن الاستغناء عنها، بينما الحلوى واللعب رغبات يمكن الاستغناء عنها، وليست هناك مشكلة في تأجيلها إلى وقت آخر.

كيف تتعاملين مع طفلك الملحاح
إذا تفاقم سلوك الطفل وتجاوز الحد الذي يمكن تجاهله كصراخ بصوت عال حذريه من عاقبة تصرفه (شترستوك)

ضعي قواعد واضحة

ضعي قواعد واضحة للإلحاح، مثل “لطلب شيء ما اسأل بلطف وتقبل الإجابة بهدوء”، وستحتاجين إلى تذكير طفلك بالقاعدة من وقت لآخر “ما قاعدتنا لطلب شيء ما؟”

ولا تستسلمي لطلبه لخرق القواعد، ويساعد هذا الأطفال على فهم أن محاولاتهم لتغيير رأيك لن تكون فعالة، وتأكدي من التزام والده أيضا بالقواعد نفسها.

امتدحي سلوكه الإيجابي

عندما يتوقف طفلك عن الإلحاح، امنحيه اهتمامك، وامدحيه لتعزيز سلوكه الإيجابي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لماذا عليك التوقف عن استخدام كريم وغسول الأطفال؟

متابعة – عراق 24 أطلقت إحدى العلامات التجارية الشهيرة نهاية العام الماضي خط إنتاج لل…