متابعة – عراق 24
القراءة بصوت عال من جانب الأهل أو المعلم تشد انتباه الطفل وتنمي قدرته على التركيز، وترسخ لديه النطق الصحيح للحروف ومخارجها، وتثري مخزونه من الكلمات، فضلا عن تقوية مهارته في طرح الأسئلة والبحث عن الحقائق العلمية.
ويؤكد خبراء تحدثت إليهم الجزيرة نت أن لهذا الأسلوب فوائد كثيرة تصب جميعها في تعزيز مهارات التعلم لدى الطفل.
متعة القراءة وفن الاستماع
تقول الاستشارية النفسية التربوية الدكتورة رولا أبو بكر إن تنمية حب القراءة لدى الأطفال، قادة المستقبل، وتعويدهم على أن تكون جزءا من أسلوب حياتهم يغذي الفضول وشغف المعرفة لديهم، وتوسع مداركهم من خلال إضافة كل ما هو متميز”.
لذلك، ترى رولا أنه من المهم جدا أن نقرأ للأطفال بصوت عال في البيت وفي الحضانة والمدرسة، إذ أثبت باحثون أن ذلك يُعد وسيلة فعالة لتعريف الأطفال على متعة القراءة وفن الاستماع. فهي تساعد على تطوير المهارات الأدبية، وتعزز تقارب المسافات بين الأهل والأبناء والمعلمين.
وتضيف أن “القراءة بصوت عال في المدارس فعالة لتنمية مخزون الكلمات لديهم، كما تمكّنهم من حفظ الكلمات وتذكرها وتعلم القراءة، وتحسين مهارة الاستماع ومساعدتهم في أن يصبحوا متحدثين بشكل أفضل”.
القراءة بصوت عال قراءة تفاعلية
تشير الدكتورة رولا أبو بكر إلى أن القراءة بصوت عال قراءة تفاعلية تضمن مشاركة الأطفال وتلقي المعلومة بنشاط.
وتنصح بأن تكون البداية مع كتاب واحد يوميا، يمكن أن يكون كتاب كلمات أولية بسيطة، ويكون ممتعا حتى لا يشعر الأطفال بالملل، كما تنصح بتشجيع الصغار على التنبؤ بأحداث الكتاب أو القصة عن طريق طرح أسئلة قبل قراءة مضمونه بصوت عال، وكذلك أثناء القراءة، والتوقف عند الأحداث المشوقة، فالتشويق سيجعل الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر الحصة المقبلة من القراءة.
تنمية شخصية الطلبة
من جهته، يرى المتخصص التربوي والأسري الدكتور عايش نوايسة أن “القراءة إحدى أدوات الحصول على المعرفة لدى الإنسان قديما وحديثا، فهو يحصل بها على المعلومات، وينقل عن طريقها الأفكار، ويتقصى بها حقائق الكون، ويعيش من خلالها تاريخ الأجيال، وهي من وسائل التعبير والتفكير والتسلية، وتمضية وقت الفراغ”.
ويشرح “يقوم التعليم المعاصر على وضع التلاميذ في مواقف تعلم حقيقية، ويعتمد على القراءة في تنمية شخصية متوازنة لدى الطالب ورعاية مواهبه ومهاراته، ومراعاة أنماط تعلمه وقدراته وحاجاته واهتماماته المختلفة”.
ويشير إلى أن “جل الأنظمة التربوية تسخر النشاطات اللا منهجية (اللا صفيّة) في تعزيز قدرات الطلبة القرائية، بما ينعكس على أدائهم وثقتهم بأنفسهم، وبما يلبي رغباتهم وحاجاتهم. لذا فالإذاعة المدرسية حالة إيجابية يعبر الطلبة من خلالها عن طاقاتهم وقدراتهم اللغوية، مما ينعكس إيجاباً على شخصياتهم وقدراتهم الحقيقية، وكذلك المسابقات الثقافية في جوانب الخطابة والنثر وإلقاء الشعر، والتي تساهم بشكل كبير في الكشف عن مواهب الطلاب وتنميتها”. وهذا من شأنه أن يبني شخصية متوازنة للطالب، من دون أن يرتبط بصف معين أو عمر وجنس محدّدَيْن، وفق الدكتور نوايسة.
ويرى أن “تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم وتحميلهم مسؤولية تعلمهم وفق النظريات التربوية المعاصرة يحتاج إلى مواقف تعليمية جماعية وتعاونية وتشاركية في جوانب القراءة وما يرتبط بها من نشاطات متنوعة، مما ينعكس على تعلمهم ودمجهم في الحياة وتحقيق أهداف التربية المثلى والتنمية البشرية، التي تركز على الاستثمار الأمثل في الإنسان وطاقاته بما يسخر قدراته لخدمة مجتمعه”.
القراءة بصوت عال تعزز ذكاء الطفل
تحت عنوان “القراءة لأطفالك بصوت عال قد يجعلهم أكثر ذكاء” نشر موقع “فيس” (phys) دراسة لباحثين إيطاليين تفيد بأن القراءة بصوت عال للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما لمدة ساعة يوميا في المدرسة، يمكن أن يعزز ذكاءهم.
وعلّق الباحث إيمانويل كاستانو، أستاذ علم النفس في جامعة ترينتو الإيطالية، على نتائج الدراسة، قائلا “نعم وجدنا بعض الأدلة الدامغة على أن القراءة تفعل فعلها”.
وشرح كاستانو أن التجربة شملت 626 تلميذا في 32 مدرسة ابتدائية، حيث يتلقى الأطفال عادة حوالي 6 ساعات من الدروس في يوم دراسي مدته 8 ساعات. وفي المجموعات، يقرأ المعلم قصصا خيالية مناسبة للعمر بصوت عال للطلاب لمدة ساعة يوميا. وأظهر هؤلاء الأطفال زيادة أقوى بشكل ملحوظ في مقاييس الذكاء والإفادة في معرفة الأشياء ومهارات التفكير.
ويؤكد الدكتور ديبيش فانساريا، الناطق باسم الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، وهو أستاذ مشارك في طب الأطفال والتنمية البشرية ودراسات الأسرة في جامعة ويسكونسن ماديسون، على نتائج الدراسة بقوله “هناك أدلة دامغة على أن القراءة لطفلك كل يوم لفترة قصيرة من الوقت مفيدة بشكل لا يُصدق، وربما أيضا للكبار وبطرق مختلفة”.
ورأى فانساريا أن “المحرك الرئيس في الواقع ليس الكتاب نفسه فقط، بل تفاعل الوالدين أو مقدم الرعاية عند قراءة الكتاب”، مشيرا إلى أنه عندما يشارك شخص بالغ قراءة كتاب مع طفل صغير، مثلاً، يجب أن تكون التجربة أكثر تفاعلية لجذب اهتمامه.
المصدر : الجزيرة
لماذا عليك التوقف عن استخدام كريم وغسول الأطفال؟
متابعة – عراق 24 أطلقت إحدى العلامات التجارية الشهيرة نهاية العام الماضي خط إنتاج لل…